اخوتي الكرام: سيكون حديثنا في هذه الموعظة حول أمرين اثنين حول إكمال ما يتعلق بفضل يوم عرفة وحول أحكام الأضحية أما الأمر الأول فقد تقدم معنا إخوتي الكرام منزلة يوم عرفة في الإسلام وتقدم معنا بيان الخيرات الحسان التي يغدقها ذو الجلال والإكرام على عبادة يوم عرفة فهو الذي يدنو سبحانه وتعالى من الحجاج ويتجلى ويقول ما أراد هؤلاء ولا يوجد يوم يحصل فيه عتقاء من النار كما يحصل في يوم عرفة ولذلك لا يرى الشيطان في يوم هو فيه أصغر ولا أحقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمات وتجاوز الله عن الذنوب العظام.
اخوتي الكرام: أما حب الله علينا في هذا اليوم من الخيرات ما لا يخطر ببال المخلوقات فاستمعوا إلى هذا الفضل الذي سأذكره عن نبينا صلى الله عليه وسلم روى الإمام بن خزيمة في صحيحه والإمام البيهقي والحديث رواه الإمام البغوي في شرح السنة ورواه بن حبان في صحيحه أيضا والإمام البزار في مسنده وهكذا أبو يعلي في مسنده عن رواية جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول إذا كان يوم عرفة نزل الله إلى السماء الدنيا فباهى أهل الموقف ملائكته فيقول عبادي جاءوني شعثا غبرا ضاحين أي متعرضين لأشعة الشمس وشدة الحرارة جاءوني شعثا غبرا ضاحين كم كل فج عميق أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم فتقول ملائكة الله الكرام على نبينا وعليهم أفضل الصلاة وأزكى السلام ربنا فيهم فلان يرهن وفلان وفلان إنما يرتكبون الدهق الإثم والمعاصي ويغشون المحارم حضروا في هذا الموسم لكن عندهم من الخطايا ما عندهم فيقول الله جل وعلا قد غفرت لهم قال نبينا عليه الصلاة والسلام " فما من يوم يعتق الله فيه عبيدا من النار كثر من يوم عرفة.