كان لا يدع صغيراً ولا كبيراً إلا أيقظه، لا يدع صغيراً ولا كبيراً إلا أيقظه، لينال من بركات هذا الشهر ومن نفحات الله في هذه الليالي المباركة العظيمة، وثبت في سنن الترمذي، وكتاب (قيام الليل لمحمد بن نصر المروزي، والحديث إسناده حسن من رواية زينب بنت أمنا أم سلمة رضي الله عنهم أجمعين، أن النبي - صلى الله عليه وسلم -[كان إذا دخل عليه العشر الأخير من شهر رمضان لم يكن يدع أحداً من أهله يطيق القيام إلا أقامه] .. وإنما كان يفعل نبينا عليه الصلاة والسلام هذا في العشر الأخير لأمرين معتبرين، أولهما: اغتناماً لبركات هذا الشهر الذي قد أوشك على الزوال والرحيل والذهاب، وما يدري الإنسان هل سيدركه في السنة الآتية أم لا، فلذلك كان نبينا عليه الصلاة والسلام يضاعف الجهد في هذه الأيام الأخير من شهر رمضان ... نعم لله في دهره نفحات فطوبى لمن تعرض لنفحات الله في الأوقات التي تحصل فيها النفحات.
ثبت في معجم الطبراني الكبير من رواية أنس، ومحمد بن مسلمة، ورواية أنس رضي الله عنهم أجمعين، قال عنها الإمام الحافظ الهيثمي في المجمع، رجالها رجال الصحيح غير موسى بن إياس بن بُكير وهو ثقة، فالحديث إن شاء الله صحيح مقبول، من رواية أنس ومن رواية محمد بن مسلمة رضي الله عنهم أجمعين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات ربكم فإن لله نفحات يصيب بها من يشاء من خلقه، إن لله نفحات يصيب بها من يشاء من خلقه.. وسلوا الله أن يستر عوراتكم وأن يؤمِّن روعاتكم، اللهم مُن علينا بنفحاتك يا أرحم الراحمين، واستر عوراتنا وآمن روعاتنا يا رب العالمين.
وهذه النفحات من تعرض لها وأصابها وحظى بها لم يشقى بعدها أبداً.. فكان نبينا عليه صلوات الله وسلامه يضاعف جده واجتهاده في العشر الأخير من هذا الشهر المبارك الجليل إغتناماً للخيرات التي فيه.