أفضل بقاع الأرض وأحبها إلى الله جل وعلا المساجد ففيها نوره وهداه، وإليها يأوي الموحدون المهتدون وقد نعت الله الذين يعمرونها بأنهم رجال لا تلهيهم البيوع والتجارات عن الغاية التي خلقهم من أجلها رب الأرض والسماوات وهم الذين يصلون لله ويذكرونه في الغدو والعشيات وهم الذين يحسنون إلى عباد الله ويشفقون على المخلوقات وهم الذين يبذلون ما في وسعهم استعداداً للقاء ربهم {في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيه اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجالٌ لا تلهيهم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} .
اخوتي الكرام: وقد عشنا في نور هذه الآية الكريمة مواعظ متعددة وتدارسنا الصفات الثلاثة الأولى من صفات هؤلاء الرجال الأبرار.
فتدارسنا الصفة الأولى: {لا تلهيهم تجارة ولا بيع} .
وتدارسنا الصفة الثانية: لهم يذكرون الله {عن ذكر الله وإقام الصلاة} .
وتدارسنا الصفة الثالثة لهم: {وإيتاء الزكاة} .
والصفة الرابعة: لهؤلاء العباد الطيبين {يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} . وقد وقفنا عندها قبل شهر رمضان الكريم، وكانت مواعظ شهر رمضان حول منزلة شهر رمضان وفضائل شهر رمضان، ونرى أن نعود إلى هذه الآية لنكمل بدارستها وفهم معناها وبيان هذه الصفات التي نعت الله بها من يعمرون بيوته في هذه الحياة.