أولها: في تعريفها.
ثانيها: في بيان النصوص المحذرة المنفرة من البدعة.
ثالثها: في أقسام البدعة.
إخوتي الكرام: مازلنا في المبحث الأول عن تعريف البدعة، وقلت إنها حدث في الإسلام مع زعم المحدث بما أحدثه أنه يتقرب به إلى ذي الجلال والإكرام وهذه البدعة بهذا التعريف وبهذا الحد وبهذا الضابط كما قرره أئمتنا الكرام، انحرف نحوه صنفان من الأنام، صنفاً غلو وأفرطوا فأدخلوا في حد البدعة وضابطها وتعريفها ما ليس منها، وقسماً فرطوا فألفوا البدعة وابتدعوا في دين الله عز وجل {وهم يحسنون أنهم يحسنون صنعا} ودين الله بين الغالي والجافي ولا إفراط ولا تفريط، وهاتان الفرقتان لابد من أن نحذرهما وأن نحذر من أقوالها.
وكنا إخوتي الكرام: في مدارسة غلو الفرقة الأولى التي وسقت مفهوم البدعة ودائرتها فحكموا بالبدعة والتضليل على ما احتمله الدليل وقال به إمام جليل، بل اشتطوا أكثر من ذلك كما تقدم معنا فحكموا على الفضل بأنه بدعة منكرة مع أنه وردت به صراحة النصوص الشرعية المطهرة وذكرت لذلك أمثلة معتبرة منها إخوتي الكرام ما يتعلق بصلاة التراويح في ليالي رمضان وأنها عشرون ركعة كما نقل هذا عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووافقه عليه سائر الصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، وهذا هو المقرر عند الجماهير كما تقدم معنا ومن ذلك أيضاً ما تقدم معنا وضع اليمنى على اليسرى بعد الرفع من الركوع كما هو الحال قبل الركوع فتقدم معنا أن هذه كيفية شرعية وليس ببدعة ردية.
ومن ذلك أيضاً قراءة القرآن على القبور، وتقدم معنا أنه يتعلق بهذه المسألة ثلاثة أمور: تلقين الميت وقد مر الكلام على ذلك، وإثبات سماع الميت في قبره وأنه يعلم بمن يزوره ويستأنس به ويفرح بما يجري عنده من طاعة، ويحزن على ما يجري عنده من معصية.
والأمر الثاني: إهداء القربات إلى الأموات:
إخوتي الكرام..