الأمر الثالث: عملك الصالح مهما طال فهو في مدة يسيرة محدودة والبقاء في الجنة أبدي سر مدى لأنها به له فإذاً دخولك الجنة بفضل الله ورحمته.
وآخر الأمور: دخول الجنة مفتاحها رحمة الله وفضله واقتسام الدرجات فيها على حسب العمل والجواب الذي ذكره وهو الخامس الإمام ابن القيم في مفتاح السعادة قال إن الباء المقتضية للدخول هي غير الباء النافية للدخول فالتي تقضي الدخول هذا للسببية العادية: أورثتمونا بما كنتم تعملون يعني بسبب أعمالكم والباء التي تنفي الدخول بسبب العمل لن يدخل أحد منكم بعمله الجنة هذه هي المعارضة لا يوجد عمل يعارض الجنة ويكون ثمنا لها إذا هي سببية عادية وليست للمعارضة الحقيقية من باب ثمن ومثمن ولذلك النجاة من النار بعفو الله ودخول الجنة برحمة الله واقتسام الدرجات فيها على حسب الأعمال الصالحات.
هذا إخوتي الكرام: ما قرره أئمتنا وهذا صحيح فلا يمكن للإنسان أن يدخل بلا عمل وعمله لا يدخله الجنة لا بد من عمل ورحمة الله عز وجل ولأوضح هذا بمثال حسن لا يمكن أن يأتيه ولد من غير وطئ وزواج ولا يمكن أن يأتي الولد بوطئ وزواج فقط لا بد من وطئ وزواج ومن تقدير الله جل وعلا وكم من إنسان يتزوج ولا يولد له لكن إذا أراد الولد من غير زواج فهو أحمق مغرور وإذا قال إن الزواج سينتج لي الولد قدر الله أم لم يقدر فهو كافر مثبور فلا بد أن يطلب الولد من فضل الله عز وجل من الطريق الذي شرعه الله وهنا كذلك نطلب جنة الله الأعمال الصالحة التي أمرنا بها ربنا وتعويلنا على فضله ورحمته وكرمه نسأل الله أن يعاملنا بفضله وإحسانه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أقول هذا القول واستغفر الله.
الخطبة الثانية: