أكيس البشر من يعمرون بيوت الله عز وجل فقد وصفهم الله جل وعلا في كتابه بأنهم هم الرجال نعتهم بأربع خصال لا تلهيهم البيوع والتجارات عن طاعة رب الأرض والسموات يصلون لله ويسبحونه ويشفقون على عباد الله ويحسنون إليهم يكونون على استعداد للقاء رب العباد في يوم المعاد "في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجالٌ لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار".
وكنا نتدارس الصفة الرابعة من صفات هؤلاء العباد الأكياس الطيبين ألا وهي خوفهم من رب العالمين وكنا نتدارس إخوتي الكرام في الموعظة السابقة وما قبلها أسباب خوف المكلفين من رب العالمين وفلت إنها كثيرة وفيرة يمكن أن تجمع في ثلاثة أسباب.
أولها: إجلال الله وتعظيمه وقد مضى الكلام على هذا السبب.
وثاني الأسباب: الخوف من سوء الخاتمة.
وكنا نتدارس السبب الثاني من أسباب خوف المكلفين من رب العالمين خشيتهم في التفريط في حق الله جل وعلا وهذه الخشية إخوتي الكرام تكون نحو ما أمر به ونهى عنه فما نهانا عنه ينبغي أن نجتنبه فهل اجتنابه على وجه التمام والكمال إذا لم يقع منا الاجتناب كذلك فحقيقة أمرنا على خطر ونحن نخطئ بالليل والنهار في حق الله عز وجل وتقدم معنا أن المحقرات التي نحتقرها قد تردينا في أسفل الدركات ونسأل الله أن يعاملنا بفضله ورحمته وجوده وكرمه وامتنانه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
وقد تقدم معنا إخوتي الكرام ما يتعلق بهذا الأمر أعني تقصيرنا وتفريطنا نحو ما حرمه الله علينا كيف وقعنا في كثير منه ونسأل الله أن يتوب علينا.
وأما التفريط الثاني التفريط فيما أمر الله باكتسابه فيما أمر الله بفعله أي بطاعته عز وجل عن طريق القيام بالمأمورات على وجه التمام والكمال.