أختم الموعظة إخوتي الكرام: بقصة جرت في العصر الأول من الصحابة الكرام وهي قصة ثابتة صحيحة تقرر ما يكون في حياة البرزخ، والقصة رواها أبو بكر بن لال في كتاب المتآخين ونقلها عنه حزام المحدثين الإمام بن حجر في الإصابة في تميز أسماء الصحابة، وأبو بكر بن لال هو أحمد بن على بن أحمد توفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة للهجرة 398هـ وهو من المحدثين له كتاب في السنة وله مسند وهو من الفقهاء الكرام رضوان الله عليهم أجمعين، أبو بكر لال، والقصة أشار إليها الإمام ابن القيم في كتاب الروح في صفحة خمس وصفحة تسع فما بعدها، وقال ثبت بإسناد صحيحة عن حماد بن سلمة عن ثابت بن أسلم النباني عن شهر بن حوشب وشهر من أئمة التابعين، حديثه في الأدب المفرد وفي صحيح مسلم والسنن الأربعة توفي سنة اثنتي عشر ومائة للهجرة 112هـ، وهو صدوق عدل إمام الرضى، يقول هذا التابعي المبارك، كان صعب بن جثامة وهو من الصحابة الكرام وقد توفي في خلافة عثمان رضوان الله عليهم أجمعين، كان صعب بن جثامة وعوف بن مالك الأشجعي وهو من الصحابة وكان بيده راية من الرايات يوم فتح مكة وقد توفي سنة اثنتين وسبعين 72هـ في بلاد الشام، كان صعب بن جثام وعوف بن مالك متآخيين في الله، فقال أحدهما لصاحبه، مات أحدنا فليتراء له، يقول عوف بن مالك فلما مات صعب بن جثامة وكما إذا قلت توفي في خلافة عثمان رضي الله عنهم أجمعين، وأما مالك بن عوف الأشجعي فامتد حياته ثم ذهب إلى بلاد الشام توفي هناك رضي الله عنهم أجمعين، يقول فرأيته بعد فترة من موته فقلت ما فعل الله بك قال غفر لي ورحمني بعد المصائب، أي تعرضت للأخطار وأسئلة لكن في النهاية حصلت المغفرة والرحمة، قلت ما هذه اللمعة السوداء التي أراها في عنقك، قال سبحان الله، عشرة دنانير استلفتها من جاري وهي في قرني أي في صندوق خاص أشار إليه في الرؤيا أي في قرني، وما أنفقتها فأدركتني منيتي، فإذا استيقظت اذهب إلى أهلي وافتح ذلك