الذي يرعاهم ويبذل مهجته من أجل الحفاظ عليهم لا أن تكئ على أريكته ثم بعد ذلك يشجب ويستنكر المذابح التي يلاقيها العزل من عباد الله الموحدين في أرجاء المعمورة لأنهم آمنوا برب العالمين ثم هو يشجب، ثم هو يستنكر وإذا أردت أن تعرّض به لسلّط عليك الصواريخ صارت كرامتك أعلى من حرمة الموحدين المؤمنين وأعلى من دين رب العالمين فالزم جماعة المسلمين وإمامهم فإن لم يكن لهم إمام ولا جماعة كالحالة التي نعيش فيها، فرقة ما بعدها فرقة، وما مرّ على الأمة الإسلامية وقت أشنع ولا أسفل وأحطّ ولا أسوأ من العصر الذي نعيش فيه، قال: فاعتزل تلك الفِرق كلها، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ومراد نبينا عليه الصلاة والسلام من هذا الأمر السلبي مراده منه أمر إيجابي فانتبهوا له: إخوتي الكرام إذا لم يكن هناك إمام ولا جماعة والرايات ضالة باطلة إذا سارعت إلى بعضها ستهلك وتُهلك كما هو الحال في هذه الأيام يريدون الإصلاح لكن يزيدون في الفساد والإفساد، وإذا كان الأمر كذلك فكل واحد منا يحصّن نفسه، فإذا ابتعدنا عن مشاركة الناس في الشر وعلم الله في قولبنا خيراً سنجتمع بعد حين إذا أردنا وجه رب العالمين فهذا علاج سلبي يترتب عليه أمر إيجابي، لا يمكن أن نجتمع على الحق إلا بعد أن نتروّى ونتبصر وأن نتأمل هذه الدعوات وهذه الرايات التي تنتشر هنا وهناك في هذه الأوقات فاعتزل تلك الفرق كلها، وإذا اعتزل الناس الشر سيفكرون بالخير ولا بد لكن إذا شاركوا في الشرور المنتشرة كما هو حال الشباب الطائش في هذه الأيام يزيدون الفساد والإفساد في بلاد الإسلام فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك.