فانظر لبعض الآثار المنقولة فقط عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يقول في كتاب الزهد للإمام أحمد ومعجم الطبراني الكبير وإسناد الحديث صحيح يقول لامرأته: اليوم خير أم أمس أي اليومين أفضل أمس الذاهب أو هذا اليوم الحاضر فقالت زوجته الطيبة المباركة: لا أدري قال لكني أدري أمس خير من اليوم واليوم خير من الغد والغد خير مما بعده وهكذا حتى تقوم الساعة. وكان رضي الله عنه يقول كما في كتاب جامع بيان العلم وفضله وسنن الدارمي كان يقول: لا يأتي عليكم عام إلا والذي بعده شر منه، أما إني لا أعني عاما أخصب من عام ولا أمير خير من أمير ولكن فقهاءكم وعلماءكم يذهبون ولا تجدون عنهم خلفا ويأتي بعدهم أقوام يقيسون الأمور برأيهم فيضِلّون ويُضَلّون. هذا الذي سيطرأ على هذه الأمة وكان يقول كما في سنن الدارمي في المقدمة أيضاً " تعلموا العلم قبل أن يقبض، تعلموا العلم قبل أن يرفع" وقبض العلم بقبض العلماء تعلموا العلم فإن أحدكم لا يدري متى يُحتاج إليه أي يحتاج الناس إليه ليذكّرهم ويبصرهم وإذا لم يكن على هدى سيبتدع ويتبع الردى ثم كان يقول: "إياكم والتبدّع والتنطّع وإياكم والتعمق وعليكم بالعتيق " وكان يقول كما في حلية الأولياء يذهب الصالحون أسلافا وتبقى حثالة كحثالة الشعير يأتي بعد ذلك قوم سوء يعبدون أهواءهم ولا يتبعون نبيهم عليه الصلاة والسلام. وهذا الكلام الذي قاله أبو عبد الرحمن هذا العبد الصالح عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وعن الصحابة الكرام هذا الكلام يخرج من مشكاة نبينا عليه الصلاة والسلام.
فقد أشار نبينا عليه الصلاة والسلام إلى تغيّر الزمان في هذه الأمة فأخبرنا أنه سيبقى الأشرار وأخبرنا أنه سيقبض العلماء ويبقى الفجار فاستمعوا إلى تقرير هذين الأمرين من كلام نبينا المختار عليه الصلاة والسلام.