إخوتي الكرام: فتأملوا في هذه الدلالة في هذه الآية من القرآن، من رفع صوته في مجلس النبي عليه الصلاة والسلام أو عند ذكر حديثه وبيان أحكام شريعته رفع صوته فقط، في مناظرة أو سؤال أو استفسار.. كما يرفع أحدنا صوته أحياناً مع أصحابه الذين يجالسهم لو رفع صوته من غير اعتراض يخشى عليه أن يحبط عمله ويخلّد في النار، أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون فكيف سيكون حال من يردّ حكم النبي عليه الصلاة والسلام ويتبع في دين الرحمن ويحتكم إلى رأي فلان وفلان من رفع صوته ولم يلتزم بهذا الأدب الظاهري مع هذا النبي الأمي عليه الصلاة والسلام يخشى عليه من حبوط عمله وخلوده في نار جهنم ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون هذا رسول الله خير خلق الله عليه الصلاة والسلام فإن كلمته ما ينبغي أن تحد النظر إليه وإذا كلمته فما ينبغي أن ترفع صوتك عنده عليه صلوات الله وسلامه.
إخوتي الكرام: والآيات في هذا المعنى كثيرةٌ كثيرة في القرآن وهذا المعنى أكده نبينا عليه الصلاة والسلام وأمرنا أن نتبعه فيما أتى به من شرع مطهّر في حال الاكتساب وفي حال الاجتناب في حال الفعل وفي حال الترك عند فعل المأمور وعند ترك المحظور.
ثبت في المسند والكتب الستة إلا سنن أبي داود والحديث رواه الداراقطني في سننه والبيهقي في السنن الكبرى وهو في أعلى درجات الصحة فهو في الصحيحين كما سمعتم من رواية سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذروني ما تركتم فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلكم واختلاف على أنبيائهم فإذا أمرتكم بشيء فائتوا منه ما استطعتم وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا عنه ". ما نهيتكم عنه فانتهوا عنه وما أمرتكم به فائتوا منه ما استطعتم هذا كلام نبينا عليه الصلاة والسلام.