.. وقد أخبر ربنا – جل وعز – عن حقيقة ما سواه بهذه الآية الموجزة المعجزة في سورة سبأ فقال – حل جلاله –: {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ} سبأ22.
استقلال الله بالتدبير ن فلا ظهير له ولا وزير:
... وهذا الأمر نتيجة لما سبق، لأن المخلوقات لا يتصرف فيها إلا خالقها، ولا يدبر أمرها إلا مالكها، كما قال الله – جل وعلا – في سورة آل عمران: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران26 فذكر ربنا – جل وعز – في هذه الآية المباركة معاقد تصرفه في ملكه وتدبيره له، وذلك في خمسة أنواع:
النوع الأول:
إبقاء الملك ونزعه، وإليه الإشارة بقوله – جل وعلا – " تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء "، وهذا كما قال – جل جلاله – في سورة فاطر: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} فاطر2، وقال – عز وجل – في سورة الأنعام: {وَإِن يَمْسَسْكَ اللهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ} الأنعام17.
النوع الثاني: