اخوتي الكرام: وهذا العبد الصالح يقول عنه الإمام الذهبي في ترجمته في الجزء التاسع صفحة أربعة عشر وثلاثمائة 9/314 من سير أعلام النبلاء (كان من المتألهين والعباد الزاهدين ومع ذلك كان من رؤوس الغزاة والمجاهدين، وهذا العبد الصالح من أئمة الصوفية الصادقين المتقدمين وقد كثر لسبطٍ في هذا الحين حوله الصوفية وأنهم كثير من الناس هذه الفرقة المتقدمين والمتأخرين منهم بالضلال وهذا عين الضلال، فالإنصاف أن توزن أعمال الإنسان على حسب كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام، فهذا العبد الصالح من العلماء الربانيين وله لسان صدق في هذه الأمة وما ترجمه هو وغيره من أئمة التصوف الصادقين إلا وأثنى عليه أئمتنا الذين نرجع إليهم في التوفيق والتعديل والتجريح، عباد الله وكان هذا العبد الصالح رحمة الله ورضوان الله عليه يقول كلاماً حقيقته يخرج هذا الكلام من مشكاة النبوة ومن توحيد الله الخالق، فكان يقول كما في الحلية وغيره (من شكا مصيبته إلا غير ربه حرمه الله حلاوة العبادة) من عبد الله مأتي سنة ولم يعرف هذه الأربع ولم يقم بها فلم يفلح ولن ينجح وأن يعرف ربه جل وعلا وأن يعرف حق الله عليه وأن يعرف نفسه وأن يعرف عدوه وعدو ربه جل وعلا، ومن كلامه الطيب كان يقول:
(ميز بين من تعطيه وبين من يعطيك، ميز بين ما تعطي وما تعطي، فإذا كان من تعطيه أحب إليك من مَن يعطيك فأنت عامل من عمال الآخرة، وإذا كان من يعطيك أحب إليك من مِن تعطيه فأنت عامل من عمال الدنيا) عبد صالح من العلماء الربانيين.