اخوتي الكرام: وكنا نتدارس الصفة الرابعة من أوصافهم ألا وهي خوفهم من ربهم جل وعلا، فهم مع إحسانهم في ما بينهم وبين ربهم وفي ما بينهم وبين عباد الله جل وعلا ومع ذلك يخافون الله عز وجل، نعم إن الخوف من رب الأرض والسموات والحزن في هذه الحياة تلقيح للأعمال الصالحات، وكلما كمل علم الإنسان وتمت معرفته على التمام اشتدت خشيته من ذي الجلال والإكرام، بذلك نعت الله عباده العلماء الطيبين المخلصين فأشار الله جل وعلا إلى حال العلماء السابقين على هذه الأمة المرحومة المكرمة فقال في آخر سورة الإسراء: {وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً * وقرءاناً فرقناه لتقرأه على الناس على مكثٍ ونزلناه تنزيلاً * قل آمنوا به أو لا تؤمنوا، إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً * ويقولون سبحان ربنا إنَّ كان وعد ربنا لمفعولاً * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً *} .
نعم هذا هو نعت العلماء المخلصين المخلَصين، ولذلك قال شيخ الإسلام الإمام عبد الأعلى اليمني عليه وعلى جميع المسلمين رحمات رب العالمين، قال: كما في كتاب الزهد للإمام عبد الله بن المبارك، والأثر رواه أبو نعيم في الحلية وابن أبي شيبة في المصنف، ورواه أيضاً الإمام الطبري في تفسيره، وهو في تفسير ابن المنذر وابن أبي حاتم رحمة الله عليهم جميعاً، يقول هذا العبد الصالح عبد الأعلى التميمي (من أوتي م العلم مالا يبكيه لم يؤت علماً لأن الله نعت العلماء بالبكاء من خشيته جل وعلا فقال: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجداً * ويقولون سبحان ربنا إنَّ كان وعد ربنا لمفعولاً * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعاً} .