تسابقنا نحن وبنو هاشم حتى كنا كفرس رهانٍ، أطعموا أطعمنا، سقوا سقينا، حملوا حملنا، ثم قالوا منا نبي يأتيه خبر السماء والله لا نتبعه أبداً، فأنزل الله عز وجل آية تشير بها إلى ما حصل من هؤلاء ويسلي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال عز وجل {قد نعم إنه ليحزنك الذي يقولون، فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} وحال أبي جهل وغيره من العتاة كحال عتاة نجد في العصر الأول، كما كانوا يقولون كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر، وهو مسيلمة الكذاب أحب إلينا من محمد.
إخوتي الكرام..
هذا أثر القرآن، وهذا عذوبته في هذه الحياة، وأما بعد الممات فتحصل أجراً عظيماً عند رب الأرض والسماوات، كنت قد بينت أن درجة قارئ القرآن إذا حفظه وفهمه وعمل بما فيه في أعلى الدرجات لأن عدد درج الجنة كعدد آي القرآن كما تقدم معنا من إيضاح أحاديث نبينا عليه الصلاة والسلام، وفي هذه الموعظة أقول إن قارئ القرآن كما أنه في أعلى غرف الجنان، لأنه القرآن يشفع له هو أيضاً يشفعه الله جل وعلا في أسرته في أصحابه وفي أحبابه فهو له هذه المنزلة، شفع له القرآن ثم هو يتقدم ويشفع لعباد الرحمن كما وضح لنا ذلك نبينا عليه الصلاة والسلام، وليس بعد ذلك المقام من مقام.
ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم، والحديث في صحيح ابن حبان ومستدرك الحاكم ورواه الطبري في تفسيره والطبراني في معجمه الكبير، والحديث في صحيح مسلم، فهو صحيح من رواية أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه وأرضاه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[اقرؤا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه، اقرؤوا الزهراوين، البقرة، وآل عمران، فإنهما يأتينان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما] تدافعان عن صاحبهما، هذا الإنسان حفظ البقرة وآل عمران فكيف يدخل النيران وفي قلبه كلام الرحمن.