".
والبراهين الثلاثة المتقدمة كما تضمنتها أوائل سورة النحل، جمعها ربنا – جل وعلا – في آيات أخرى ففي سورة البقرة: (21-22) يقول ربنا – جل ثناؤه –: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُواْ لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} البقرة21-22 فقوله: " الَّذِي خَلَقَكُمْ " إشارة للبرهان الثاني، وهو: قياس الإعادة على البدء، وقوله: " جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء " إشارة إلى البرهان الأول، وهو قياس الإعادة على خلق السموات والأرض، وهما أعظم من إعادة الإنسان وأكبر، وقوله: " فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ " إشارة إلى البرهان الثالث، وهو قياس بعث الأموات على إحياء الأرض بالنبات.