ففي مسند البزار بسند صحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما والحديث رواه الإمام أحمد في المسند والطبراني في معجمه الكبير ورواه البيهقي في شعب الإيمان وإسناد الحديث صحيح عن بعض الصحابة الكرام رضوان الله عليهم ورواية البزار عن ابن عباس رضي الله عنهم أجمعين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "صوم شهر الصبر ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وَقَرَ الصدر " يعني غله حقده وحسده ووساوسه والشبه التي فيه والشهوات التي غُرست فيه، صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر..نعم هذا شهر الصبر والله يوفي الصابرين أجرهم بغير حساب يُضاف إلى هذا ما قرره أئمتنا الكرام قالوا بين الصيام وبين ذي الجلال والإكرام شَبَهٌ تام ووجه ذلك أن الإيمان سر بينك وبين ربك فأبرز أركان الإيمان: اعتقاد بالجنان وهذا لا يطلع عليه إلا الرحمن وهكذا الصيام فالصوم أخو الإيمان وإذا كان الأجر على الإيمان لا يمكن أن يقدره إنسان ولا يدخل في الحسبان فأجر الصيام كذلك وهذا يحقق قول الله جل وعلا في الحديث القدسي (الصوم لي وأنا أجزي به) وسيأتينا إيضاح هذا وتفصيله في المواعظ الآتية إن شاء الله نسأل الله أن يتقبل منا صيامنا وأن يدخلنا الجنة من باب الريان بسلام إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين.
أقول هذا القول وأستغفر الله.
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمد عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين اللهم صل على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
عباد الله: للاعتبارات المتقدمة كان الصوم لا عدل له ولا مثل له من بين العبادات التي أمرنا الله بها كما أخبرنا بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم ففي مسند الإمام أحمد ... ... .