لقد بينت كما قلت والحديث في الكتب الستة أن نبينا عليه الصلاة والسلام أرسل هديا في العام التاسع عندما ذهب أبو بكر رضي الله عنه وأرضاه أميراً على الحج وقلد ذلك الهدى والقلائد جمع قلادة توضع في رقبة الهدى من القماش والخيطان يضع ليعلم أن هذا هدى ليذبح في ذلك المكان تقول فتلت القلائد بيدي للنبي عليه الصلاة والسلام وقلد الهدى ثم بعثه إلى مكة وبقي عليه الصلاة والسلام لم يجتنب ما يجتنبه المحرم من قص شعر أو تقليم ظفر فالإمام الشافعي عليه رحمة الله يقول إن الهدى أعظم مكانة من الأضحية وإذا لم يحرم على من أهدى شيئاً إلى بيت الله الحرام ليذبح فيه في بلد الله الحرام ليكون طعمه للمساكين وتعظيما لبيت رب العالمين إذا لم يحرم على المهدى أن يقص شعره ولا أن يقلم ظفره فلا يحرم على من يريد أن يضحي من باب أولى والذي يظهر والعلم عند الله أن الاستدلال كما قلت لا ينسجم مع ذاك أما الهدى فقد يرسل الإنسان هديه من بداية ذي الحجة وقد يرسل الإنسان هديه من بداية شوال فهل سيمتنع حتى ينحر الهدى في يوم النحر عما يفعله الإنسان إذا كان حلالاً من قص ظفر أو قص شعر أو ما شاكل هذا ففي الحقيقة هناك شيءٌ من المشقة فلا يصح أن نقيس هذا بهذا أو يضاف إلى ذلك كلام النبي عليه الصلاة والسلام هو الفاصل في هذا الأمر وقد نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نأخذ شيئاً من شعرنا أو من أظفارنا حتى نذبح أضحيتنا نعم ذاك استدلال معتبر بالنسبة إلى قائلة لكن فيما يظهر والعلم عند الله أن ما ذهب إليه الإمام أحمد ومن معه أظهر وأقوى والله جل وعلا أعلم وخلاصة الكلام إخوتي الكرام هذه الأمور الأربعة ينبغي أن ننتبه لها:
1. تكبير لله جل وعلا في أيام العشر وأيام التشريق.
2. صيام تسع من ذي الحجة.
3. إذا لم يمكنك فلا أقل من صيام يوم عرفة.
4. إذا أردت أن تضحي فامتنع عن إزالة الشعر وقص الظفر حتى تذبح أضحيتك.
أقول هذا القول وأستغفر الله.