وقد ثبت في صحيح مسلم وسنن النسائي وسنن ابن ماجه الحديث رواه الإمام ابن خزيمة في صحيحه ورواه الإمام البيهقي ورواه أيضا غير هؤلاء وهو صحيح فهو في صحيح مسلم عن أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها قالت سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " ما من يوم أكثر أن يعتق الله فيه عباداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو فيتجلى فيقول جل وعلا ماذا أراد هؤلاء – سبحانك ربنا ما أرادوا إلا رحمتك ورضوانك ومغفرتك – فهذا – يعني يوم عرفة هو يوم العتق من النار ويعتق الله فيه عباداً ما لا يعتق في سواه "وقد روى أيضا عن ظلمة بن عبد الله بن كريز وهو من التابعين الكرام بفتح الكاف وكما قال الإمام بن حبان كل اسم يأتي معك بهذا الضبط مضموم الكاف إلا هذا الاسم كريز فهو طلحه بن عبد الله بن كريز وحديثه مخرج في صحيح مسلم وغيره هو من أئمة التابعين الكرام عن طلحة بن عبيد الله بن كريز والحديث مرسل إلى نبينا صلى الله عيه وسلم في الموطأ وقد وصله الحاكم في المستدرك من رواية أبي الدرداء رضي الله عنه وأرضاه ولفظ الحديث عن نبينا عليه الصلاة والسلام أنه قال "ما رؤي الشيطان يوما هو فيه أصغر ولا أصقر ولا أدحر ولا أغيظ منه في يوم عرفه لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما أرى يوم بدر فإنه رأى جبريل عليه الصلاة والسلام يزع الملائكة " ففي ذلك اليوم عندما رأى جبريل على نبينا وعليه صلوات الله وسلامه يقود ملائكة الله الأطهار من أجل مقاتلة الكفار ذل الشيطان ذلا كبيرا وما عدا هذا فأعظم ما يحصل له من الذل والدحور والصغار في يوم عرفة لما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام.