والحديث كما قلت إخوتي الكرام في معجم الطبراني الأوسط وشعب الإيمان للإمام البيهقي بسند حسن يوم عرفة اخوتي الكرام يستحب لنا أن نصومه ففيه أجور عظام وهذا الصيام اختص الله به المقيمين الذين لم يذهبوا لزيارة بيته الكريم وكأن اله جل وعلا أراد أن يوزع الفضائل بين عباده فإذا ذهب أولئك لحج بيت الله الحرام وحصلوا من الأجور ما لا يخطر بعقول الأنام فلئلا يبقى في قلوبنا حسرة وغصّة منَّ الله علينا بصيام هذا اليوم الذي لنا فيه هذا الأجر العظيم وهذا صيامه بنا وأما الحاج فينهى عن صيام يوم عرفة.
وقد روى في معجم الطبراني الأوسط أن أمنا عائشة رضي الله عنها بسند ضعيف والحديث رواه أيضا الإمام أحمد في المسند ورواه أبو داود في السنن ورواه الإمام النسائي في السنن ورواه ابن ماجه في سننه أيضا والحديث رواه ابن خزيمة في صحيحه والحاكم في مستدركه والإمام الداراقطني عن أبي هريرة رضي الله عنه كما قلت " أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم عرفة بعرفة".
والحديث اخوتي الكرام من طريق أبي هريرة رضي الله عنه صححه الإمام ابن خزيمة وصححه الحاكم وأقره عليه الإمام الذهبي وصيغ أئمتنا يقتضي بأنه حديث حسن نعم فيه مهدي بن حرب العبدي الهجري أخرج حديثه أهل السنن الثلاثة أبو داود وابن ماجه والنسائي وقال الحافظ عنه في التقريب إنه مقبول وقد ترجمه في التهذيب ونقل عن ابن خزيمة أنه روى عنه هذا الحديث وصححه ولم يعترض عليه الحافظ ولهذا الحديث شواهد كثيرة من فعل نبينا عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام بعدم صوم الحاج يوم عرفة بعرفة وإنما نهى الحاج عن الصيام يوم عرفة بعرفة لأمور كثيرة أبرزها ثلاثة:
أولا: ليتقوى على الدعاء وعلى ذكر رب الأرض والسموات.
ثانياً: هو مسافر والأصل في المسافر ألا يصوم.