إخوتي الكرام: هذا نفاق العمل كما قلت لا يمكن أن تخلو منه لكن لابد من محاسبة النفس ما بين الحين والحين، يا عبد الله لا يمكن أن تكون من المؤمنين الصادقين وبريئاً من خصال المنافقين إلا كان قلبك خالصاً لرب العالمين سليماً على عباد الله الموحدين المؤمنين، أمِنَكَ عباد الله على الدوام فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، والغش ينافي الإيمان ويجعل الغش من المنافقين اللئام وقد ثبت في مسند الإمام أحمد وصحيح مسلم والسنن الأربعة إلا سنن النسائي، والحديث في منتقى الإمام بن الجارود ومستدرك الحاكم، الحديث رواه الطحاوي في مشكل الآثار والبيهقي في السنن الكبرى عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: [من غش فليس مني من غشنا فليس منا، ليس منا من غش] ، لا يجتمع إيمان مع غش وإذا كنت تغش عباد الله جل وعلا وتضمر لهم في قلبك العداوة والبغضاء والسوء فاعلم أنه عندك خصلة من خصال المنافقين ولا يتنزه الإنسان من ذلك إلا إذا جعل قلبه خالصاً لرب العالمين سليماً نحو عباد الله المؤمنين وإذا اتصفت بذلك وكل من يتصف بهذا فهنيئاً لك.