والحديث رواه البيهقي في شعب الإيمان ورواه ابن أبي الدنيا أيضاً وأبو يعلى من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال مات رجل منا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال قائل هنيئاً لله الجنة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " وما يدريك لعله كان يتكلم فيما لا يعنيه أو يبخل فيما لا ينقصه " بما لا يضره بما لا يغنيه كما تقدم معنا الكلام فيما لا يعني من المحقرات التي لا أقول إنها أدق في أعيننا من الشعر إننا نعتبرها عبادة في هذه الأوقات إذا شغلنا مجالسنا بالهذيان والقيل والقال فيما لا يعنينا دون أن نخوض في غيبة ونميمة وقذف وبهتان فنعتبر أنفسنا من الصديقين ونبينا الأمين عليه الصلاة والسلام يعتبر من وقع في هذا فقد صار بينه وبين الجنة حائل لعله يتكلم فيما لا يعنيه أو يمنع ما لا يغنيه. وثبت في شعب الإيمان للإمام البيهقي وفي كتاب الحلية لأبي نعيم من حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن رضي الله عنهما قال اجتمع نسوة عند أمنا عائشة رضي الله عنهن أجمعين فقالت امرأة منهن والله لأدخلن الجنة أسلمت وما زنيت وما سرقت ثم انفض النساء فلما نامت هذه المرأة في المساء رأت في منامها قائلاً يقول لها أنت المتألية على الله تقولين ستدخلين الجنة وكيف تدخلينها وأنت تتكلمين فيما لا يعنيك وتبخلين بما لا يغنيك. أنت تدخلين الجنة وفيك هاتان الصفتان فلما استيقظت ذهبت إلى أمنا عائشة رضي الله عنهم أجمعين وعرضت عليه ما رأته في منامها فجمعت النسوة وأمرتها أن تذكر للنسوة ما سمعته في منامها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015