والحديث في إسناده حكيم بن نافع قد وثقه الإمام ابن معين وضعفه أبو زرعة كما قال الإمام الهيثمي في المجمع في الجزء 7/321، والحديث رواه أبو يعلى من رواية أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه بإسناد ضعيف انظروا روايته أيضا بهذا المعنى: [أول ما يرفع الحياء والأمانة وآخر ما يرفع الصلاة ثم قال وأحسبه قال وليصلين أقوام لا خلاق لهم] .
وأما المعنى الذي أشار إليه عبد الله بن مسعود في آخر حديثه في رفع القرآن فهو معنى ثابت في صحيح الأخبار عن نبينا المختار عليه الصلاة والسلام وفيما ورد عن الصحابة والتابعين الأبرار من آثار والآثار في ذلك مستفيضة ولذلك قرر أئمتنا أن كلام الله منه بدا وإليه يعود حيث يرفع إليه في آخر الزمان عندما يهجره الأنام.
أسأل الله أن لا يجعل هذا الزمان وقتا لتلك البلية بفضله ورحمته فحقيقة إن الأمة تشهد بلية عظيمة في هذه الأيام رفعت الطين ووضعت الدين وكثير منا صلى إلى القبلة وهو على غير الملة أسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا وأن يجعل خير أيامنا يوم لقاه إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين أقول هذا القول وأستغفر الله.
... الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله وخير خلق الله أجمعين.
اللهم صلي على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليما كثيرا.
وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعن من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إخوتي الكرام:
تدارسنا صنفين من ثلاثة أصناف الصنف الأول حقق ذلك الوصف ـ العبودية لرب البرية ـ على التمام فهم أولياء الرحمن والصنف الثاني أضاعه فهم أعداء الرحمن وأولياء الشيطان والصنف الثالث يأتينا الكلام عليه قد يفعلون ما يحبط العمل عند الله عز وجل دون أن يخرجوا عن رسم العبودية وحقيقتها أتكلم على ضابط ذلك وعلى أمثلة ثابتة في الأحاديث الصحيحة لهؤلاء في الموعظة الآتية إن شاء الله.