[ذاق طعم الإيمان] : حلاوته وبهجته وإذا حصلت هذه الحلاوة والبهجة والسرور في قلبه لا يسخط الإيمان في قلبه بعد ذلك أبدا لكن هذه الحلاوة وذلك الطعم اللذيذ الشهي الذي يتضاءل بجنبه جميع مطعومات الدنيا ولذائذها ومشتهياتها لا يمكن للإنسان أن يحصل تلك الحلاوة والبهجة وذلك الطعم إلا بهذه الأمور الثلاثة من رضي بالله ربا رضي بالشيء إذا قنع به ولم يطلب غيره فربه مالكه سيده إلهه هو الله وحده لا شريك له وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا هو رسول ذلك الرب يبلغ عنه فنقتدي به فيما بلغنا عن ربه على نبيا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه والإسلام الذي أتى به نبينا عليه الصلاة والسلام، وهو دين الرحمن نرضاه دينا لنا فنحتكم إليه في كل زمان ومكان من حصل هذا فيه فقد ذاق طعم الإيمان نعم إخوتي الكرام إذا تحقق الإنسان بالعبودية لرب البرية يذوق للإيمان حلاوة معنوية تتضاءل بجنبها وتتلاشى جميع الحلاوات الحسية.
ثبت في المسند والصحيحين، والحديث في السنن الأربعة إلا سنن أبي داود ورواه ابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الحلية، والخطيب في تاريخ بغداد من رواية سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار] .
وروي هذا الحديث أيضا من رواية سيدنا أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه في معجم الطبراني الكبير وشرح الستة للإمام البغوي لكن في إسناد رواية أبي أمامة ضعف ينجبر ويتقوى بهذه الرواية الصحيحة الثابتة في الصحيحين.