واعلم – علمني الله وإياك – أن هاتين الصفتين سلبيتان منتفيتان عن ربنا الرحمن وتقدم في هذا الكتاب المبارك أن من الخصائص اللازمة الضرورية للصفات المنفية: توكيد الصفات الثبوتية، وتقرير معانيها العلية، فكل نفي لا يراد منه إثبات ما يضاده فلا مدح فيه، وهو مما لم يصف الله – جل وعلا – به نفسه، وعليه فمجيء هاتين الصفتين المنفيتين، يراد منه توكيد ما سبقهما من الصفتين الثابتتين، وهما الحياة والقيومية لذات ربنا العلية، وبيان حقيقتهما بصورة واضحة جلية. فحياة ربنا الجليل كاملة تامة، وهذا ما أفاده تعريف الركنين في قوله – جل وعلا –: "اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015