أثر ذينك الاسمين من أسماء رب العالمين في حياة المؤمنين الصادقين، إن علم العباد بأن ربهم – جل وعلا – حي لا يموت، قائم بنفسه، وقيام كل شيء به، يلزم منه تعليق قلوبهم بربهم، وإعراضهم عما سواه، وسكونهم إليه، ونفرتهم مما عداه، فبالحي القيوم يتعززون، وبغيره لا يبالون، وباطلاع القائم على أمورهم يكتفون، وبنظر غيره لا يأبهون، فمن عدا الحي القيوم، عاجز مثلهم، فالتعلق به كتعلق الفريق بالفريق، قال الله – جل وعلا –: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} الأعراف194، وقال – جل جلاله –: {قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ اللهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُم مِّن دُونِهِ أَوْلِيَاء لاَ يَمْلِكُونَ لِأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُواْ لِلّهِ شُرَكَاء خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ} الرعد16.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015