الأثر الأول نقله عن إبراهيم النخعي قال كان عبد الله بن بي مسعود يكره العدد ويقول أيمن الله حسناته فما كان إذاً يكره السبحة لأجل السبحة ولا يكره العد بالأصابع لأجل الأصابع ولا يكره العد بالحصى لأجل الحصى إنما سلفنا الكرام يريدون من الذاكرين أن يكونوا على همة عظيمة، أن يذكر كل واحد منهم ربه آناء الليل وأطراف النهار وإلا يقتصر على عدد معين، ثم يقول أنت تعد حسناتك على الله جل وعلا، المقصود أذكر الله كثيراً دون أن تعد لذلك قدراً، نعم هذا همم الصحابة وأما نحن فضعفنا لا يعلمه إلا ربنا ولابد من أن ننظم أمورنا مع ربنا لئلا يلبس الشيطان علينا، فإذا أردنا أن نذكر دون عدد معين قد يأتي الواحد منا بذكر ربه عشر مرات يقول ذكرت ربك مائة ألف قم يكفيك لذلك لابد من أن نضبط الأمر لما حصل فينا ما حصل من نقص وتفلت.

الأمر الثاني يورده بعد ذلك فيقول سألت بن عمر عن الرجل يذكر الله ويعقد فقال تحاسبون الله؟ فليس موضوع سبحة أو حصى أو يد، تحاسبون الله؟ يعني أنت تجلس تقول أن ذكرت الله خمسة آلاف مرة تريد أن تحاسب الله، تعدون حسناتكم.

ثم آخر الآثار وهو الذي ذكره قال كان إبراهيم النخعي ينهي ابنته إن تعين العشاء على فتل خيوط التسابيح التي يسبح بها، لم من أجل كراهية العد لئلا يمن الإنسان بحسناته ولئلا يحاسب ربه على طاعاته، وهذا ما عقد عليه الإمام ابن أبي شيبة باباً فقال (باب من كره عقد التسبيح) .

وليس الكلام كما قلت في سبحة أو في عد بأصابع يد أو عد بحصى، إنما كان سلفنا يريدون من المؤمنين أن يكونوا على همة عالية وأن يستغرق الإنسان في ذكر ربه آناء الليل وأطراف النهار.

اللهم صل على نبينا وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيرا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015