ثبت ذلك في سنن الإمام أحمد والحديث رواته رواه الصحيح كما قال الإمام الهيثمي في المجمع، والحديث صححه الإمام المنذري وغيرهما من أئمتنا عليهم جميعاً رحمة الله، والحديث من رواية البراء بن عازب رضي الله عنه وأرضاه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال [من منح منحة ورق أو منحة لبنٍ أو هدى زقاق كان كعتاق رقبة ومن قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كلي شيء قدير كان كعتق رقبة] .
والورق هي القرضة والمال أي من أقرض إنساناً ومنحه مساعدة وليس المراد هنا العطية بلا مقابل، إنما عطية لتستردها فهو في حاجة فأقرضه إن أقرضته مالاً فلك عند الله أجر عتق رقبة، وسيأتينا ما في عتق الرقبة من أجور، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، وهكذا من منح منحة لبنٍ فكأنه أعتق رقبة، أعطيته ناقة أو شاة أو بقرة لينتفع بدرها وتستردها بعد ذلك فلك أجر عتق رقبة، ومن هدى زقاقاً والزقاق هو الشارع والطريق، إنسان ضال تائه ضائع فسرت معه وأوصلته إلى مكان حاجته فلك عند الله أجر عتق رقبة، وهذه الأمور الثلاثة كلها فيها شفقة على المخلوق وديننا كما تقدم معنا يقوم على دعامتين، تعظيم للخالق وشفقة على المخلوق، فإذا أشفقنا على المخلوق لنا هذا الأجر العظيم عند ربنا الكريم، فماذا تحصل من أجر إذا عظمنا الخالق واثنينا عليه بما هو أهله، فمن قال مرة واحدة لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان كعتق رقبة.