.. وصدور الفعل عن الحي يكون بحسب كمال حياته ونقصانها، فمن كانت حياته أكل كان فعله أقوى، وقدرته أتم، ولما كانت حياة ربنا – جل جلاله – هي الحياة الكاملة التامة، كان فعالا ً لما يريد، وعلى كل شيء قدير، ولا يتصف أحد من المخلوقات بأحد ذينك الوصفين، إنما إرادتهم وقدرتهم تتناسبان مع حياتهم، وكم من أمر يريده العباد، ولا يستطيعون فعله، والأمر كما قال الله – جل وعلا –: {وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً} الإنسان30، قال الإمام أبو بكر بن العربي – عليه رحمة الله تعالى –: هذه الجملة: ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، من نفيس اعتقاد أهل السنة (?) .
... وأما صفة "القيومية" فيدور معناها على أمرين، كل منهما مراد في خالقنا رب الكونين وهما:
أ) القائم بنفسه: الدائم في وجوده وقيامه بلا زوال.