هذه منزلة الإمام الشافعي ليست منزلة يحيى ابن معين وانظر لشهادة الإمام المبجل شيخ أهل السنة في هذه الأمة الإمام أحمد رحمة الله ورضوانه عليهم وهو أخبر الناس بقرينة أبي زكريا يحيى ابن معين وهو أخبر الناس بشيخ عبد الله الإمام الشافعي رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين قيل للإمام أحمد إن ابن معين ينال هذا الشافعي ويقول إن الشافعي ليس بثقة فقال الإمام أحمد إن ابن معين لا يعرف الشافعي ولا يفقه ما يقول الشافعي لا يفهم إذا أعلم الإمام الشافعي في الفقه وابن معين لا يعي هذا ولا يدركه فهل يؤخذ بكلامه هذا الإمام العظيم المبارك قال الإمام ابن عبد البر معلقاً على هذا في جامع بيان العلم وفضله وقد سئل ابن معين عن مسألة في التيمم فلم يعرفها هذه منزلة الفقهاء ولذلك قال الإمام ابن عبد البر وما مثال من يقع في الإمام الشافعي ومالك أبي حنيفة وأحمد إلا عما قال الأعشى كنا مع صخرة يوماً ليوهنها فلن يضرها وأوهى قرنه وعلوا الوعل: إذا جاء إلى صخرة من أجل أن يُفتِّتها وضربها بقرونه لينكسر قرنه والصخر هي يا ناطح الجبل العالي ليكلمه أشفق على الرأس ولا تشفق على الجبل والله لو اجتمع أهل الحدين قاطبة على القص من الإمام الشافعي مازاده إلا رفعة وقدراً فإذا كانوا لا يعلمون الفقه فليقفوا عند حدهم فالإمام ابن معين عندما جرى عنده ماجرى وهو مقدوراً ونسأل الله أن يغفر لنا وله يقول قرينه تلميذ الإمام الشافعي الأمام أحمد يقول اعذروه فهو لا يعرف الشافعي ولا يفقه ما يقول الشافعي وعليه كلامه في هذا الإمام العظيم لا قيمة له نعم اخوتي الكرام لا بد كما قلت من فطنة لا بد من ذكاء لابد من ملكة فالله فاوت بين هذه الأمور كما فاوت بين أبدانهم فاوت بين عقولهم فينبغي أن نضع الأمر في موضعه الشرعي هناك أطباء وهناك صيادلة ولا يجوز أن تذهب إلى الصيدلي ليعالجك وليجري لك عملية جراحية فلن تُحصِّل بعد ذلك إلا السقم والموت إن هذا اختصاص الطبيب