الحادثة الأولى: يذكرها شيخ الإسلام ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله وما ينبغي في روايته وحمل في 2/31 حرث بين إمامين بين شيخ الإسلام في زمنه في الحديث بلا نزاع ألا وهو الإمام الأعمش سليمان بن نهران الذي توفي سنة 147هـ والإمام الثاني فقيه هذه الأمة وهو أول فقهاء الأربعة وهو الإمام المبجل المبارك أ [وحنيفة النعمان بن ثابت رحمة الله ورضوانه عليهم أجمعين إجتمعا فسُئل الإمام الأعمش عن مسألة فأحال على أبي حنيفة فأجاب فيها فقال من أين لك هذا يا نعمان قال مما حدثتنا أنت ثم روى له الحديث قال أنتم الأطباء ونحن الصيادلة وأبو حنيفة يقول للأعمش أنت حدثتني بحديث يدل على هذه القضية فقال أنتم الأطباء ونحن الصيادلة وقبل هذه القصة يذكر الإمام عبد البر أيضاً في الكتاب المشار إليه في نفس الصفحة أنه جرى نظير هذه القصة مع الإمام الأعمش وتلميذ أبي حنيفة أبي يوسف يعقوب رحمة الله ورضوانه عليه وعليهم أجمعين عندما أجاب أبو يوسف قال له من أين لك هذا يايعقوب قال مما حدثتني أنت فقال والله إنني أعلم هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك أعلم هذا الحديث لكن هذه الدلالة مالاحت لي ولا ظهرت لي نعم إن المحدِّثين كانوا يقرّون بهذا فلابد من ملك فقيه والله يعطى الحكمة لمن يشاء سبحانه وتعالى.
قصة ثانية يذكرها الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء 16/440 وهي مذكورة في تذكرة الحفاظ في ترجمة العبد الصالح لسليمان الدمشقي وتوفي سنة 379هـ وهو محمد بن عبد الله ابن أحمد أبو سليمان الدمشقي إجتمع مع إمام الفقهاء الحنفية في زمنه الامام أبي جعفر الطحاوي واستعار منه كتب الحديث ونظر فيها وأُعجب فيها أبو جعفرثم قال لهم أنتم معشر المحدثين صيادلة ونحن معشر الفقهاء أطباء وهذا ما أقر به كما قلت جهابذة المحدثين.