إن العقل مع النقل كالجاهل مع العالم، كالعامّي مع المفتي، ولذلك إذا توهم معارضة بين عقل الإنسان وشرع الرحمن فالواجب على الإنسان أن يطرح عقله وأن يُقدِّم شرع ربه نعم إن العقل إذا كان العقل ذكياً لا يمكن أن يتعارض مع شرع الله جل وعلا فالله قد ضمن العصمة لشرعه ووحيه ولم يضمن العصمة لعقولنا وقلت أن هذا الأمر ليس من باب ازدراء العقل واحتقاره وإنما هذا من باب حفظ العقل وضبطه لئلا يشتط الإنسان ولئلا يبتعد عن الحق والصواب.
إخوتي الكرام..
نعم إن العقل مع النقل كالجاهل مع العالم وأما الميادين التي يسرح فيها العقل ويمرح ويصول ويجول والله جل وعلا ترك له حرية التقرير ليثبت ما يشاء وليقرر ما يشاء هذا يكون في المسائل المادية البحتة الخالصة كما هو الحال في علم البيولوجيا وفي علم الفلك وفي علم الكيمياء وفي علم الرياضيات وفي علم الفيزياء وفي علم الطب وفي غير ذلك من الأمور، العقل هذا معلّفٌ بأن يبحث ويجد وهو يقرر ما يتوصل إليه ولا حجر عليه في ذلك.
إن الأمور المادية هي مجال بحث العقل ليقرر ما يشاء وليثبت ما شاء لكنه عندما يبحث في هذه الأشياء غاية ما عند العقل أنه يثبت المشاهدات ويستطيع أن يقف على كيفية عمل الأشياء لكن حقيقة هذه الأشياء وكننها لا يعلمها إلا الذي خلقها سبحانه وتعالى ويبقى قول الله جل وعلا لن يتخفف فينا "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" العلم للرحمن جل جلاله وسواه في جهلانه يتغمغم ما للتراب والمعلوم وإنما يسعى ليعلم أنه لا يعلم نعم ابحث ما شئت في هذه الأمور المادية وقرر ما شئت فلا حضر عليك ولا حجر لكن مع ذلك أنت غاية ما تستطيع أن تثبته من مشاهدات وكيف تعمل الأشياء لكن حقيقة هذه الأشياء لا يعلمها إلا رب الأرض والسماء.