.. وقد تقدم في هذا الكتاب المبارك طائفة من الأبيات المحكمة الحكيمة، في تقرير هذا الأمر فارجع إليها، واحرص عليها (?) .

... واعلم يا طالب العرفان، أن حياة ربنا الرحمن، إذا كانت كاملة على وجه التمام، ولا يعتريها عدم ولا نقصان، فإن ذلك يستلزم أمرين، يتصف بهما ذو الجلال والإكرام وهما:

أ) إفادة دوام الوجود: فالله – جل وعلا – لم يزل موجوداً، ولا يزال كذلك أبد الآباد، فهو الأول الآخر – سبحانه وتعالى –.

ب) اتصافه بجميع صفات الكمال، ونفي ما يضاد ذلك من جميع الوجوه، وفي جميع الأحوال، فمن لوازم الحياة: الفعل الاختياري، فكل حي فعال، وفي كتاب خلق العباد، نقلا ً عن الإمام نعيم بن حماد – عليه رحمة رب العباد – قال: إن العرب لا تعرف الحي من الميت إلا بالفعل، فمن كان له فعل فهو حي، ومن لم يكن له فعل فهو ميت 1هـ (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015