نعم إخوتي الكرام: إن المخلوق إذا أنزل حاجته لمخلوق، إن المخلوق إذا سأل مخلوق فقد خرج عن صراط الله المستقيم وسؤاله هذا له عدة أحوال: الحالة الأولى سؤال المخلوق مخلوقاً يكون تارة شركاً يخرجه من الملة وهو من الكافرين المخلدين في نار الجحيم وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ويكون إذا التجأ مخلوق إلى مخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله فطلب من مخلوق أن ينزل الغيث وطلب من المخلوق أن يرزق زوجته ولداً ذكراً وطلب من المخلوق أن ينجيه من النار وطلب من المخلوق أن يؤجل عنه الموت إذا حضر وطلب، وطلب كل هذا كما قلت سؤال غير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فيما هو من خصائص الله إن هذا يعتبر تركاً بالله جل وعلا.
وقد أشار الله جل وعلا إلى هذا في كتابه في آخر سورة يونس فقال: "ولا تدعو من دون الله ... الآية" فإنك إذا من الظالمين: والمراد بالظلم هنا الشرك إن الشرك لظلم عظيم ولا تدعو من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ولا تدعه في كشف ضر وكرب لايمكن أن يكشفه إلا الله ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يرك بخير فلا راد لفضله ... .