".

3- الحي القيوم:

... الحياة صفة ثبوتية تقوم بذات ربنا العلية، لا يكتنه كنهها، ولا نعلم حقيقتها، ليست كصفاتنا، وإنما هي كسائر صفات ربنا، التي تتلخص فيها طريقتنا بإقرارها، وإمرارها وبإثباتها مع نفي علمنا بكيفيتها، ونفي المماثلة عنها.

... ولذلك تخالف صفة الحياة في خالقنا – جل وعلا – الحياة المعروفة فينا من جميع الجهات والاعتبارات، ولا اشتراك ولا اتفاق بين حياته – جل وعز – وبين حياتنا إلا في حال الإطلاق وليس للمطلق مسمى موجود خارج الأذهان، كما تقدم تقرير هذا بقواطع الأدلة والبرهان.

وأبرز وجوه المخالفة بين حياة الخالق والمخلوقات، أربعة هاك بيانها:

أولا ً حياة ربنا أزلية: فهو الأول الذي ليس قبله شيء من البرية، وحياتنا مسبوقة بالعدم فهي حادثة، ولا توصف بالقدم.

ثانياً حياة خالقنا أبدية: فهو الآخر الذي ليس بعده شيء من البرية، وحياتنا يعتريها الفوت، ويقطعها الموت.

ثالثاً حياة فاطرنا كاملة على وجه التمام: فلا يعتريها سنة ولا نوم ولا نقصان، وتلك النقائص ملازمة للأنام، فهم النيام، في النهار وفي الظلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015