والإنسان عندما يحمد الله يدعوا ربه دعاء عبادة وكما قلت دعاء العبادة فيه دعاء المسألة لكن عن طريق الحال لا عن طريق المقال وأفضل الدعاء الحمد لله ولما سأل سيد المسلمين أبو محمد سفيان بن عيينة عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا عن هذا الحديث وعن ما يشبهه كيف أعتبر هذا الذكر أفضل أنواع الدعاء فانشد قول أمية بن أبي الصلت الذي يمدح فيه عبد الله بن جدعان وقد هلك في الجاهلية وتقدم معنا أنه كان يطعم الطعام وكان يصل الأرحام لكنه هلك في الجاهلية ولما سألت أمنا عائشة نبينا على نبينا وآله وصحبه صلوات الله وسلامه عن عبد الله بن جدعان وأنه كان يطعم المساكين ويصل الرحم هل ينفعه ذلك عند الله فقال نبينا عليه الصلاة والسلام كما في المسند وصحيح مسلم لا إنه لم يقل يوماً ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين.
وتقدم معنا هذا الحديث فيه مواعظ قريبة ماضية إذاً لما سُئل سيد المسلمين أبو محمد سفيان بن عيينة عن هذا الحديث وعما يشبهه كيف اعتبر هذا من الدعاء”أفضل الدعاء الحمد لله أنشد قول أمية بن أبي الصلت يمدح عبد الله بن جدعان قال:
أأذكر حاجتي ام قد كفاني ... حبائك إن شيمتك الحباءُ
إذا أثنى عليك المرء يوماً ... كفاه من تعرضه الثناءُ
حبائك: عطائك وكرمك وجدك إن شيمتك الحباءُ، إذا جاء أحد يثني على عبد الله بن جدعان فيكفيه الثناء عن السؤال فهذا الثناء يبرر قضاء حاجته عند هذا الكريم الجواد الذي هو بشر من الخلق فكيف بالكريم الجواد، بالخالق سبحانه وتعالى وأفضل الدعاء الحمد لله وافضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء الحمد لله هذا دعاء كما قلت دعاء عبادة والإنسان يسأل بحاله لا بمقاله.