.. اعلم أخي الكريم، أن حظ الأكياس الفطنين من معرفتهم باسم ربهم الكريم "الله" الذي هو أعظم أسماء رب العالمين: تعلق همتهم بربهم الجليل، وتعويلهم عليه في كل كبير وصغير وعظيم وحقير، فالذين يدعون من دون الله ما يملكون من قطمير، كما أخبر عن ذلك ربنا العزيز الكبير، فقال – جل شأنه – {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} فاطر13-15. فطوبى ثم طوبى لمن عبد الله ومال بقلبه إليه، وفزع إليه مما نزل به، وحل عليه، وسكن إليه، فالخير كله في يديه، فهو كريم ذو الإنعام، وهو العالي المحتجب عن الأنام وبنوره أشرق الظلام وحاشا أن يضل من لاذ بحماه أو يضام، نسأل الله الكريم أن يجعلنا من عبيده المخلصين وحزبه المفلحين، لنحظى بولاية رب العالمين، وما يترتب عليها من أثر عظيم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْساً لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ} محمد 7-11.