الذي أريد أن أقوله إذا وصل تنطعكم وتشددكم واحتياطكم أن تقولوا إن السبحة بدعة من باب صيانة جناب التوحيد وعدم فعل شيء ليس في شرع الله على حسب اصطلاحكم. كيف بعد ذلك جئتم تمدون علمكم إلى ما في قلوب العباد؟ حقيقة هذا منازعة لله في توحيد الربوبية وتوحيد الربوبية عندنا أقر به المشركون فضاع عند الموحدين في هذه الأيام.
حقيقة أمر عظيم أمر فظيع ولذلك أنا أرجو من هذا الشيخ الكريم أن يعيد النظر فيما قال وأن يخبرنا إن اطلعه الله على غيبه فنفوض أمرنا إلى الله وما لنا إلا أن نعبده سواء كنا من أهل الجنة أو من أهل النار لكن إن اطلعك الله فهذه حقيقة يعني – كما قلت – بلية في حقي وأفوض أمري إلى الله. وإذا لم يطلعك فأرجو أن يقف كل إنسان عند حده. قُلْ فلان أصاب وأخطأ، اهتدى وظل وقل ما شئت وسيحاسبك الله على ما تقول لكن لا تتدخل بين العباد وبين ربهم فهذا مخلص أو منافق؟ كِلْ سرائرهم إلى الذي يعلم السر وأخفى سبحانه وتعالى وأنا أقول هذا لتعلم أيها الشيخ الكريم وليعلم كل مسلم والله ما أصف نفسي بالإخلاص وما أعلم أنني أخلصت في حياتي وأنا على نفسي بصير والله الذي لا إله إلا هو ما أصف نفسي بهذا وإذا وصفت نفسي بذلك فلا شك في غروري وسفاهتي وقلة عقلي. لكن كما قلت هذا ما يتعلق بحالي مع نفسي أما أنت لا تتجرأ على قلوب العباد، فوِّض أمرهم إلى ربهم جل وعلا.
إخوتي الكرام:
ينبغي أن نتهم أنفسنا وأن نكون على علم بحالنا وقد تقدم معنا في ترجمة العبد الصالح هشام الدستوائي وقلت حديثه مخرج في الكتب الستة وتوفي 152هـ يقول هذا العبد الصالح: (والله ما أستطيع أن أقول إني قد ذهبت يوما قط اطلب الحديث أريد به وجه الله عز وجل) .
فمن أنت أيها الشيخ ومن أنا ومن يوجد في هذا الزمان بجنب أولئك الأئمة الأعلام.