نعم إن ذكر الله قوت للقلب وقوة للبدن، وضياء ونور، وبهجة في الوجه، يذكر الإمام ابن القيم عليه وعلى أئمتنا رحمة ربنا في كتابه (الوابل الصيب) في صفحة خمسة وخمسون صـ55 من حياة شيخ الإسلام الإمام ابن تيمية عليهم جميعاً رحمات رب العالمين أنه صلى معه الفجر في بعض الأيام فجلس شيخ الإسلام يذكر الله بعد صلاة الفجر حتى انتصف النهار ثم التفت إلى تلميذه البار مثال له هذه غدوتي هذا اليوم، هذا هو طعامي وهذا هو غذائي ولولاها لسقطت قوتي ن فهذه القوة التي حصلت في القلب بذكر الرب انتشرت بعد ذلك إلى هذا البدن فقوى البدن واشتد بإذن الله جل وعلا، وهذا المعنى الذي أشار إليه هذا الإمام الهمام عليه وعلى أئمتنا رحمات ربنا الرحمن هو ما أشار إليه نبينا عليه الصلاة والسلام في أحاديثه الكثيرة الصحيحة الحسان منها ما ثبت في الصحيحين وسنن أبي داوود والنسائي من رواية سيدنا على ابن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه قال كانت فاطمة أحب أهل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رسول الله وقل وتزوجتها فكانت رضي الله عنها وأرضاها حتى أغير ثيابها فعلمت فاطمة رضي الله عنها وأرضاها بمجيء سبي من الفتائم إلى نبينا - صلى الله عليه وسلم - من العبيد من الأرقاء من الذكور والإناث من الإماء أيضاً فأرادت من علي رضي الله عنه يطلب من النبي - صلى الله عليه وسلم - أمة تخدمها وتساعدها في أمور البيت فقال علىّ لا أكلم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ذلك كلميه أنت فهو رسول الله عليه الصلاة والسلام وخير خلق الله وهو أبوك فذهبت هذه البضعة المباركة سيدتنا فاطمة رضي الله عنها وأرضاها إلى بيت أمنا عائشة تسأل عن نبينا - صلى الله عليه وسلم - فلم تجده فقالت سيدتنا فاطمة لأمنا عائشة إذا جاء النبي عليه الصلاة والسلام فأخبريه، فتأخر النبي - صلى الله عليه وسلم - في المجيء إلى بيته فلما جاء أخبرته أمنا عائشة رضي الله عنها وأرضاها فذهب بعد العشاء