كنا نتدارس منزلة ذكر الرحمن في الإسلام، وقلت إن منزلة الذكر عظيمة جليلة، ومن أجل ذلك أمرنا الله جل وعلا أن نذكره على الدوام، وبينت أن فوائد الذكر كثيرة تزيد على مائة فائدة، وهذه العيادة الجليلة التي نتدارسها وذكرنا شيئاً من فضائلها فيما مضى، قلت إن المخرفين غيروها وبدلوها ووضعوا شيئاً مكانها، ألا وهو القصائد والأشعار، زعموا أنهم يتقربون بها إلى العزيز القهار.
إخوتي الكرام: وسأتبع في هذه الموعظة الكلام على هذا الأمر تتميماً لما تقدم في الموعظة السابقة.
إخوتي الكرام: إن الذكر كما قلت له منزلة عظيمة جليلة، وكما قلت فوائده كثيرة غزيرة، وسنتدارس في هذه الموعظة فائدة من فوائده فقط ثم نتدارس بقية خطوات البحث إن شاء الله.
إن الذكر قوت للقلب وقوة له، وإن الذكر فيه صلابة للقلب وصلابة له، وإن الذكر فيه ليناً للقلب ورقة له، وأيضاً فيه صفاء للقلب وبهجة له، هو قوت القلب وقوته، وهو فيه قوة للقلب وصلابته، وهو أيضاً بهجة للقلب وصفاء له، وهو أيضاً لينة للقلب ورقة له.