الأمر الأول: هو الذي يتعلق ببحثنا أن معنى هذا الأثر إما أن يكون من باب النفي أو الضدية أو الأولوية أما الضدية من عرف نفسه بصفات النقص والفقر والإحتياج عرف ربه بضد ذلك فإذا عرفت أنك فقير ضعيف محتاج ذليل عرفت أن الله جل وعلا بخلاف ذلك فمن عرف نفسه عرف ربه.
ومن باب تكملة مضى الأثر على حسب المعنيين الآخرين من عرف نفسه من باب الأولوية عرف ربه أي عرف أن يتصف بحياة وعلم وقدرة ورحمة وغير ذلك من صفات الكمال التي تناسب حاله وهي محفوفة بالنقص من عرف أنه يتصف بذلك يعلم تعينا أن الله يتصف بذلك الكمال من باب أولى فالذي منحك حياة ناقصة فيه حياة كاملة والذي منحك علماً قليلا هو بكل شيء عليم والمعنى الثالث للأثر من عرف نفسه عرف ربه من باب النفي كما أنه لا يمكن أن تقف على حقيقة نفسك وإدراك كُنْهِ روحك فلن تقف على إدراك حقيقة ربك جل وعلا فالله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
فإذا كنت تعجز عن إدراك حقيقة الروح ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيته من العلم إلا قليلا فأنت أعجز وأعجز عن إدراك حقيقة الرب جل وعلا ومالك إلا أن تؤمن بما أخبرنا الله جل وعلا عن صفاته وأن تُمِدّه حسب ما يليق بذاته ليس كمثله شيء وهو السميع البصير الشاهد المعنى الأول من عرف نفسه عرف ربه عن طريق الضدية إذا علمت أنك فقير فالله هو الغني فالذي يحقق معرفة الصلة بين الخالق والمخلوق سيخاف من الخالق ويجله ويعظمه وهذا هو خوف الإجلال هذا هو خوف التعظيم لا لتفريط فيك ولا لانتظار خاتمة ستقابلك وتلاقيك لا إنما أنت تجل الله وتعظمه لأنه إله عظيم يستحق من عباده أن يجلوه وأن يخافوه وأن يهابوه وأن يعظموه في كل حين ويحذركم الله نفسه ذلك لمن خاف مقامي وخاف وعيد.