- ويشفعون على المخلوقات.
- ويخافون الله ويستعدون للقائه في يومٍ تشخص فيه القلوب والأبصار.
{في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدوِّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار} .
وصفة الخوف فيهم، كنا نتدارسها، وكنا نتدارس أسباب خوفهم من ربهم وقلت إن أسباب خوف المكلفين من رب العالمين كثيرة متعددة يمكن أن نجملها في ثلاثة أسباب:
أولها: إجلال الله وتعظيمه
ثانيها: الخشية من التفريط في حق الله جل وعلا، وقد مضى الكلام على هذين السببين وشرعنا في مدارسة السبب الثالث ألا وهو
ثالثها: خوف سوء الخاتمة، وقلت لسوء الخاتمة أسباب كثيرة أيضاً يمكن أن تجمل في أمرين اثنين.
أولهما: الأمن على الإيمان من الذهاب والفقدان، فمن أمن على إيمانه سلبه عند موته.
الأمر الثاني: الاغترار بالحالة الحاضرة، والعجب بما يصدر من المرء من طاعات ناقصة قاصرة، والغفلة عما في المكلف من آفات مهلكات وأبرز ذلك ثلاث بلايا مرويات.
أولها: النفاق.
وثانيها: البدعة.
وثالثها: الركون إلى الدنيا.
وقد مضى الكلام على السبب من أسباب سوء الخاتمة، كما مضى الكلام على البلية الأولى من السبب الثاني من أسباب سوء الخاتمة، ألا وهو النفاق في موعظتين ماضيتين وسنتدارس في هذه الموعظة البلية الثانية.
إخوتي الكرام: وسنتدارس هذه الرزية ضمن ثلاثة أمور.
أولها: تعريف البدعة.
وثانيها: التحذير منها والتنفير عنها.
وثالثها: أقسام البدعة.
ثم أبين بعد ذلك وجه كون البدعة سبباً لسوء الخاتمة، إما بأن يختم له على الكفر، نسأل الله تعالى العافية، وإما بأن يختم للإنسان إذا تلبس بالبدعة على الزيغ والضلال.
أما المبحث الأول: من هذه المباحث الثلاثة ألا وهو تعريف البدعة.