وأما المسألة الثالثة: التي تتعلق أيضاً بزيارة القبور، ألا وهي سماع الموتى وانتفاعهم بما يجري حولهم من خيرات وطاعات أترك الكلام عليه للموعظة الآتية لتحقيق الكلام واستعراض أدلة القرآن وأحاديث النبي -عليه الصلاة والسلام- التي تقرر هذا القول.
أسأل الله إن أحيانا أن يحيينا على الإسلام وإن أماتنا أن يتوفانا على الإيمان إنه رحيم رحمن ذو الجلال والإكرام.
أقول هذا القول واستغفر الله،،،
الخطبة الثانية:
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن نبينا محمداً عبد الله ورسوله خير خلق الله أجمعين، اللهم صلِّ على نبينا محمد وعلى جميع الأنبياء والمرسلين وسلم تسليماً كثيراً وارض اللهم عن الصحابة الطيبين وعمن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
إخوتي الكرام: لوضع الأمر في نصابه وفي موضعه، ما كان بدعة -كما قلت- نقول إنه بدعة، وما ورد النهي عنه فلا يجوز لأحد أن يبيحه، لكن ما احتملته الأدلة الشرعية وقاله علماء الشريعة الإسلامية، فتأدب معهم سواء فعلت ذلك أو لم تفعل، نعم ما كان منكراً ننكره وإن فُعل من قبل من فعل وقد نلتمس عذراً للفاعل لنسقط اللوم عنه لا لنحتج بفعله، فاستمع لما يقوله أئمتنا نحو هذا الحكم الموجز (القبر لا يجوز أن يجصص ولا أن يبنى عليه ولا يجوز أن يكتب عليه وقد ثبت ذلك عن نبينا -عليه الصلاة والسلام-) فلا كلام لمتكلم بعد ذلك.