لكن كما قلت: انظر لمنطق الجاهلية عدم تسليم لأئمة الإسلام ثم يريد أن يرجع الأمة من أولها إلى آخرها لفهمه السقيم، ثم بعد ذلك كأنه يريد أن يخرج من حظيرة الدين، بلادنا وبلادك ونفعل وتفعل.
إخوتي الكرام: لابد كما قلت من أن نعي هذا الأمر ما احتمله الدليل وقال به إمام جليل خرج من رسم البدعة وإذا لم نقل بهذا فيبدع بعضنا بعضاً ويلعن بعضنا بعضاً ويريق بعضنا دماء بعض فاتقوا الله في أنفسكم وفي أمة نبيكم -عليه الصلاة والسلام-، ويترتب على هذه المسألة، مسألة التلقين إذا مات الميت نقوم على قبره ونلقنه بما سأذكره إن شاء الله، أما مسألة التلقين فقد ورد بها حديث ضعيف وكما قال أئمتنا في الفضائل يتسامح في الأحاديث الضعيفة والحديث الضعيف شهد له شواهد صحيحه هذا الدليل الأول حديث ضعيف يتسامح به أصالة ولو شاهد.
والدليل الثاني: فعل السلف في التلقين، فانتبه لهذه المسألة التي تترتب على المسألة الأولى.
أما الحديث -إخوتي الكرام- فقد رواه الإمام الطبراني في معجمه الكبير، ورواه ابن منده في كتاب (الروح) ، ورواه الإمام الخلال أيضاً عن أبي أمامة -رضي الله عنه وأرضاه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم قال: [إذا دفنتم الميت فقوموا عند رأسه فليقم أحدكم عند رأسه وليقل يا فلان ابن فلان فإنه يسمع ولا يجيب، ثم ليقل يا فلان ابن فلانه فإنه يجلس قاعداً ثم ليقل يا فلان ابن فلانه يقول أرشدنا رحمك الله ولكنكم لا تسمعون ثم ليقل بعد الثالثة يا عبد الله اذكر ما خرجت عليه من الدنيا أنك تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله -عليه الصلاة والسلام- وأنك رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبياً ورسولاً وبالقرآن إماماً فإذا قيل له ذلك يقول منكر ونكير لبعضهما ماذا قعودنا عند رجلٍ قد لقن حجته فيفارقانه ويكون الله حجيجه دونهما فالله هو الذي يتولى الجواب وهو الذي يثبت الميت بعد ذلك في القبر] .