والسبب الثاني: من أسباب سوء الخاتمة قلت: اغترار المكلف بالحالة الحاضرة واغتراره بما يصدر منه من طاعات ناقصة قاصرة مع الغفلة عما فيه من بليات مهلكات وتقدم معنا أن أشنع تلك البليات ثلاث بلايا ورزايا.
أولها: النفاق.
ثانيها: البدعة.
ثالثها: الركون إلى الدنيا.
وكنا نتدارس -إخوتي الكرام- ما يتعلق بالبدعة وقلت سأتكلم عليها ضمن ثلاثة أمور في تعريفها وفي النصوص المحذرة منها، وفي أقسام البدعة وسبب كون البدعة سبباً لسوء الخاتمة.
إخوتي الكرام: أما الأمر الأول فقد مضى الكلام عليه وأُكمله في هذه الموعظة -إن شاء الله-، مضى الكلام عليها في الموعظة الماضية وقلت: إن حقيقة البدعة، الحدث في دين الإسلام عن طريق الزيادة أو النقصان مما لم تشهد له أدلة الشريعة الحسان مع زعم التقرب بذلك إلى الرحمن، وبينت هذا التعريف -إخوتي الكرام- في الموعظة الماضية وشرحته وقلت انقسم الناس نحو البدعة إلى ثلاثة أقسام:
? مهتدون صالحون عند حدود الله وقَّافُون، فما ينطبق عليه أنه بدعة حكموا عليه بذلك، وما لا ينطبق عليه أنه بدعة فاتقوا الله في أنفسهم وفي أمة نبيهم -عليه الصلاة والسلام- وحملوا أحوال الناس على الاستقامة والسداد والحسنى،
? وفريق أهل شطط متهورون ما لا يروق لأذهانهم ولا يدخل في فهمهم حكموا عليه بأنه بدعة فوسعوا دائرة البدعة ونبذوا عباد الله الصالحين بهذا اللقب المشين
? وفريق قابلهم كما قلت فرَّطوا كما أن أولئك أفرطوا فقالوا لا بدعة في الدين ولا وجود للمبتدعين وكل ما يفعله الإنسان ويرى أنه يتقرب به إلى رب العالمين فهو خير وهدى.
إخوتي الكرام: ولاشك أن الفرقة الثانية التي أفرطت والفرقة الثالثة التي فرطت كل منهما على ردى، وكنا نناقش الفرقة الأولى من هاتين الفرقتين الضالتين الفرقة التي وسَّعت مفهوم البدعة، وقلت أن هذا التوسيع له حالتان.
الحالة الأولى: