الأمر الأول: الذي أدركت عليه الصالحين منذ أن نشأت قبل البلوغ أنهم يصلون صلاة التسبيح في أواخر شهر رمضان لا لأنه ورد أثر في ذلك على الخصوص بأنها تصلى في أواخر شهر رمضان لا ثم لا إنما أواخر شهر رمضان أعني العشر الأخير منه لها شأن عظيم عند الرحمن ولذلك أئمتنا كانوا يفعلون هذا في أواخر شهر رمضان فيضمون إلى خيرات هذا الشهر، هذه الطاعة العظيمة المباركة وهذا مما ينبغي أن يحرص عليه الإنسان وينبغي أن يفعل الإنسان صلاة التسبيح إن استطاع في كل يوم مرة، فإن لم يستطع ففي كل أسبوع مرة، فإن لم يستطع ففي الشهر مرة، فإن لم يستطع ففي السنة مرة، فإن لم يستطع ففي العمر مرة، فإن لم يفعلها مغبون مغبون خاسر عند لقاء الحي القيوم.
قال الإمام ابن عابدين في حاشيته الشهيرة -رد المحتار على الدر المختار في 2/27-: فيها ثواب لا يتناهى، ومن ثم قال بعض المحققين: لا يسمع بعظيم فضلها ثم يتركها إلا متهاون بالدين، وكثير من الناس في هذه الأيام ليس عنده خبر عنها، بل من سمع بها يكثر اللغط حولها0 -إخوتي الكرام - أردت أن أذكر نفسي وإياكم بها لنفعلها في هذا الشهر الكريم وما بقي منه إلا أيام.
والأمر الثاني: أنني كنت ذكرت هذه الصلاة وفضلها في موعظة كاملة، ومن أحب أن يسمع الشريط في شأنها فلعله يزداد خيرا في التعلق بها، كنت تكلمت عليها وسمعت كثيرا من كلام الناس لاسيما في إذاعة نور على الدرب، ممن يفتون فيتجرؤون ويقولون إنها بدعة وما عندهم في ذلك إلا التقليد المحض.