النفقة الواجبة بأقسامها مع أنها واجبة علينا نثاب عليها عند ربنا جل وعلا. وأما النفقة المستحبة التي هي نفقة التطوع هي خلاف النفقات المتقدمة، من صدقات على المساكين ومن هدية للأحباب وللأخوة في الدين، ومن إطعام لعباد الله أجمعين من تقديم طعام وثياب لهم فيما لا يجب عليك ولا يتعين وكل هذا من باب أعمال البر والنفقات المستحبة التي طولبنا بها وهذه طاعات عظيمة لأنك تعبد الله بها ونفعها يتعدى إلى غيرك فهي طاعة متعدية أعظم أجراً من الطاعة التي بينك وبين ربك وقد أشار إلى هذا سلفنا الكرام ففي مستدرك الحاكم والحديث رواه ابن خزيمة في صحيحه وإسناده صحيح عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ذُكِر لي أن الأعمال تتباهى عند الله جل وعلا فتقول الصدقة أنا أفضلكم الأعمال تتباهى عند ذي العزة والجلال فتتكلم الصدقة وتقول: أنا أفضل الطاعات. وأنا أعظم القربات فأنا طاعة متعدية فعلها الإنسان طاعة لله ونفع بها عباد الله، ودين الله يقوم على تعظيم الله وعلى الشفقة على خلق الله وقد حصل هذا من الصدقة التي اطلعت بها وتقربت بها إليه وأحسنت إلى عباد الله وساعدتهم فتقول الصدقة أنا أفضلكم وهذا الأثر إخوتي الكرام الثابت عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه له حكم الرفع إلى نبينا عليه صلوات الله وسلامه فمثله لا يقال من قبل الرأي لا سيما وقد قال: ذُكر لي أن الأعمال تتباهى عند الله فتقول الصدقة أنا أفضلكم وهذه الأفضلية التي تكون للصدقة من وجوه كثيرة أولها: