والحديث إخوتي الكرام مرفوع في هذه الرواية وروي عن صحابيين اثنين موقوف عليهما روي عن عبادة بن الصامت وعن شداد بن أوس رضي الله عنهم أجمعين أما حديث عبادة فهو في آخر حديث أبي الدرداء الثابت في المسند وسنن الترمذي وابن ماجه ومستدرك الحاكم والحديث صحيح صححه الحاكم ووافقه عليه الذهبي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنا جلوسا مع النبي صلي الله عليه وسلم فشخص ببصره ألي السماء ثم قال هذا أوان يختلس فيه العلم أي يضيع العلم ويذهب فقال زياد بن لبيد الأنصاري رضي الله عنه كيف يختلس العلم يا رسول الله وقد قرأنا القرآن وأقرأناه أولادنا ونساءنا والله لنقرأن القرآن ولنقرأن أولادنا ونساءنا فقال النبي صلي الله عليه وسلم: ثكلتك أمك يا زياد كنت أعدك من أفقه أهل المدينة هذه التوراة والإنجيل عند أهل الكتاب فما أغنت عنهم أي إذا ذهب الخشوع من القلب وذهب تعظيم الرب من صدر الإنسان فما ينفعه إذا قرأ القرآن أو حفظ حديث النبي صلي الله عليه وسلم هذه التوراة والإنجيل عند أهل الكتاب فما أغنت عنهم نعم إذا فقد الخشوع حرف الإنسان الكلم عن مواضعه ويشتري بآيات الله ثمنا قليلا ويتأول ويترخص ويخرج من دين الله وهو يظن أنه يعبد الله قال جبير بن نفير لما سمع هذا الحديث من أبي الدرداء فذهب إلى عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقلت ألا تسمع ما يحدث به أخوك أبو الدرداء رضي الله عنهم أجمعين قال وما ذاك فحدثه بهذا الحديث قال صدق أبو الدرداء ألا أخبرك بأول شيء يرفع من هذه الأمة أول ما يرفع من هذه الأمة الخشوع حتى أنك لتدخل المسجد الجامع فلا ترى فيه رجلا خاشعا نعوذ بالله من هذا والحديث إسناده صحيح وفي هذه الرواية موقوفا على عبادة بن الصامت وله حكم الرفع وروي عن شداد بن أوس أيضا أخرج الحديث عنه من رواية عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه وأرضاه الإمام الطبراني في معجمه الكبير والإمام البزار وابن خزيمة في صحيحه رضي الله عنهم وساق