{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} (?) .
أما بعد: معشر الإخوة المؤمنين..
أشرف البقاع وأحبها إلي رب الأرض والسماء المساجد فهي بيوت الله فيها نوره وهداه وهي محل عباد الله المهتدين وقد نعت الذين يعمرونها بأنهم رجال ووصفهم بأربع خصال: فهم لا تلهيهم الدنيا وهم يعظمون الله جل وعلا فيذكرونه ويصلون له ويشفقون علي عباد الله ويحسنون إليهم ويتصدقون عليهم وهم يستعدون ليوم المعاد للقاء رب العباد {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصَارُ} (?) .
إخوتى الكرام: كنا نتدارس الصفة الثانية أنهم يذكرون الله ويقيمون الصلاة وقد تقدم معنا ما يتعلق ببيان معنى الإقامة ولفظ الصلاة، وباختصار إقامة الصلاة يراد بها توفية الصلاة حقها علما وعملا فإقامة الشيء حقه عملا وعلما والصلاة هي الأقوال والأفعال المفتتحة بالتكبير والمختتمة بالتسليم بشرائط مخصوصة.