وقد خالف تلك الطريقة القويمة، أهل البدع الذميمة، ففصلوا في النفي، وأجملوا في الإثبات، ومما قالوه من العبارات: إنه ليس بجوهر ولا عرض، ولا فوق ولا تحت، ولا يمين ولا شمال ولا أمام ولا وراء، وهكذا يبالغون في النفي ويفصلون، وإذا تكلموا في صفات الإثبات فكأنهم يختنقون، ثم يؤولون ويحرفون، ضل سعيهم، وخاب صنعهم، فلا لصفات الكمال أثبتوا، ولا مع الله تأدبوا، لأن النفي المحض المجرد، إذا لم يدل على إثبات ما يضاده، مع كونه لا مدح فيه ففيه إساءة أدب، فلو قال قائل للسلطان، أنت لست بزبال ولا كساح، ولا حجام ولا حائك، ولا جبان، ولا خائن، ولا جاهل، ولا ظالم، ولا خبيث ولا زان، لأدبه على ذلك الوصف، وإن كان صادقاً لأن المدح يكون بالصفات الثبوتية ولذلك تفصل، لا بالصفات المنفية، ولذلك تجمل فيقال: أنت عالم عادل، صالح فاضل، كريم رحيم، لا يوجد مثلك في الرعية، ولربنا – جل وعلا المثل الأعلى (?) .
* طريقة أهل السنة البررة في الألفاظ التي لم يرد بها وصف ربنا في النصوص المطهرة:
الكلام في هذه المسألة العظيمة، يدور على ثلاثة أركان مستقيمة: