.. قال الإمام ابن القيم – رحمه الله تعالى – في تقرير للروح بما سبق في الدليل المائة، وهو ما قد اشترك في العلم به عامة أهل الأرض من لقاء الموتى، وسؤالهم لهم، وإخبارهم إياهم بأمور قد خفيت عليهم فرأوها عياناً، وهذا أكثر من أن يتكلف إيراده، وأعجب من هذا: (الوجه الحادي والمائة) وهو أن روح النائم يحصل لها في المنام آثار فتصبح يراها على البدن عياناً، وهي من تأثير للروح في الروح، كما ذكر القيرواني في كتاب "البستان" عن بعض السلف قال: كان لي جار يشتم أبا بكر وعمر – رضي الله تعالى عنهما – فلما كان ذات يوم أكثر من شتمهما فتناولته وتناولني فانصرفت إلى منزلي وأنا مغموم حزين، فنمت وتركت العشاء، فرأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في المنام، فقلت يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلان يسب أصحابك، قال: مَنْ أصحابي؟ قلت: أبا بكر وعمر، قال: خذ هذه المُدْية فاذبحه بها فأخذتها فأضجعته وذبحته، ورأيت كأن يدي أصابها من دمه، فألقيت المدية، وأهويت بيدي إلى الأرض لأمسحها، فانتبهت، وأنا أسمع الصراخ من نحو داره، فقلت ما هذا الصراخ؟ قالوا: فلان مات فجأة، فلما أصبحنا جئت فنظرت إليه، فإذا خط موضع الذبح (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015